هاري بوتر هو توم ريدل!!
قد تبدو هذه الفكرة غريبة جداً، لكن واحدة من أسخن النظريات التي قرأت مناقشات حولها في الشبكة هي النظرية المتعلقة بكون هاري بوتر هو توم ريدل (لورد فولدمورت في شبابه) نفسه!
و واحدة من المقدمات المقترحة لهذه النظرية هو اقتباس عن (سيد الخواتم):
"بالفعل، يمكنك أن تقول أنني سارومان . قال غاندالف.. سارومان كما ينبغي أن يكون."
هاري بوتر هو توم ريدل، كما ينبغي أن يكون، و بالعودة إلى روايات هاري بوتر نجد أن ألباس دمبلدور يخبر هاري في الجزء الثاني (هاري بوتر و حجرة الأسرار) بأن فولدمورت نقل بعضاً من قوته إليه في الليلة التي حاول قتله فيها، و تلمح الرواية بأن فولدمورت نقل بعضاً من مظهره الجسدي إلى هاري، فـ هاري يشعر بصلة غريبة مع توم ريدل، و يلاحظ الشبه (الجسدي) بينهما حين يقابله في غرفة المدير ديبيت قبل خمسين عاماً من الزمن الحالي، ليكتشف في نهاية الرواية مزيداً من نقاط التشابه بينهما.
و يرد في الجزء الرابع (هاري بوتر و كأس النار) في وصف فولدمورت لليلة سقوطه أنه شعر بأنه رُمي بعيداً عن جسده حين ارتدت التعويذة عليه، انفصل عن جسده و سار روحاً هائمة، أو كياناً غير محدداً. فيقول:
"ماذا كنت! حتى أنني لا أعرف!"
لكنه ظل حياً في النهاية، و في موقعها تقول جي كي رولنج بأن السؤال ينبغي ألا يكون: كيف نجا هاري؟ بل: كيف نجا فولدمورت؟ لأن هاري محمي بتضحية أمه، و فولدمورت كان عاطلاً عن الحماية.
يقود هذا إلى إدراك حقيقة معينة تتعلق بـ فولدمورت، فهو في تلك الليلة لم يمت، و إنما تحرر من ذاته، فالقوة التي أدت إلى خروجه من جسده أدت إلى فصل أحد كيانيه عنه تماماً، و انتقاله إلى هاري بوتر، في خط زمني جديد، فـ هاري بوتر لا يستجيب للقبعة التي تطلب منه الذهاب إلى سيليذرين و يذهب إلى جريفندور، كما أنه لا يستسلم لإغراءات السحر الأسود، و لا يطمح إلى المعرفة المحجوبة، مع احتفاظه بصفات توم ريدل كالشجاعة و الاستخفاف بالقوانين، و طريقة معينة في التعامل مع الأمور.. أي أنه يرسم مساراً جديداً لحياة توم ريدل كما كان ينبغي أن تكون، و لهذا يموت والدا هاري، لتكتمل المواصفات، و يصبح هاري يتيماً كما كان توم ريدل.
و بالعودة إلى المصطلحات اللغوية، نجد أن الاسم المستخدم لـ ريدل هو توم، رغم أن توم تصغير توماس، فحتى حين يجد هاري المفكرة يجد أن المكتوب عليها هو: توم مارفولو ريدل ، و ليس توماس مارفولو ريدل كما ينبغي أن يكون في حالة ذكر الصيغة الرسمية الكاملة للاسم، و هذا لأن كلمةTom الإنجليزية مفردة تعني التوأم، و تحتفظ الكاتبة لاسم ريدل بالصيغة الكتابية Riddle و التي تعني حرفياً (اللغز)، دون تغيير حتى في أحرف اللين لإبقاء تأثير الكلمة، فشخصية ريدل تعد كياناً منفصلاً عن لورد فولدمورت برغم أنهما يخصان شخصاً واحداً، و هنا تظهر فكرة التوأم أو القرين، فـ ريدل توأم فولدمورت، و هما يعيشان ككيانين منفصلين في جسد واحد، و بينما يميل ريدل إلى الهدوء نجد فولدمورت ميالاً إلى العنف و سريع الغضب، كما أن فولدمورت يطمح إلى تدمير بقايا الإنسانية في نفسه بينما يحتفظ ريدل بكيانه البشري، لهذا فإن قدرة ريدل على حفظ نفسه في مفكرته لخمسين عاماً هو في واحد من صوره محاولة للإبقاء على نفسه في مواجهة الطغيان الرهيب لشخصية لورد فولدمورت التي قامت بقتل الشخصية الأخرى، شخصية توم ريدل. لكن توم ريدل بقي حياً في مكان ما، و انفصل منتقلاً إلى هاري ليلة سقوط فولدمورت، تاركاً ذاته الأخرى، لورد فولدمورت تهيم في الدنيا بلا شكل محدد، و لهذا احتفظ فولدمورت بقدرة الحلول في الأجساد، لأن ريدل لم يمتلكها و امتلكها فولدمورت بنفسه، و يمكن بهذا تفسير سطر النبوءة في الجزء الثالث (هاري بوتر و سجين أزكابان):
"سيعود أقوى و اشرس من ذي قبل".
لأن فولدمورت سيعود وحده بعد أن تخلى عن توم ريدل للأبد، و توم ريدل أصبح هاري بوتر، الذي سار في طريق آخر منفصل، لكن هذا الأمر سيقود إلى التضارب في النهاية، فلا يمكن لـ هاري أن يوجد في وجود فولدمورت لأنهما في النهاية و برغم كل شيء شخص واحد، لهذا جاءت النبوءة في الجزء الخامس (هاري بوتر و جماعة العنقاء):
"لا يمكن أن يعيش أحدهما بعد نجاة الآخر"
لأن وجودهما معاً هو واحد من الأسرار أو الغرائب السحرية، و نجاة أحدهما للأبد معناها تدمير الآخر للأبد.
لم تعلق جي كي رولنج على هذه النظرية، و يرجع السبب في تقديري إلى كونها نظرية مبنية على أسس علم النفس، و يرجع إلى ما أشارت إليه هي في الروايات بدءاً من اختيار الأسماء و الصفات، و ليس انتهاء بإقامتها – عن عمد – أوجهاً للمقارنة بين توم ريدل و شخصية شهيرة في الأدب هي : "دكتور جيكل و السيد هايد" كما قيامها بربط الثلاثي الشهير توم/هاري/أوليفر تويست